شخصيات بارزة

المقاومة الشعبية للمجاهد الجزائري الشيخ بوعمامة

إن المقاومة الشعبية لبوعمامة في جنوب غرب البلاد ، والتي صدت ربع قرن من الاحتلال الاستعماري الفرنسي للصحراء الجزائرية وكلفته الكثير في مجريات الأحداث ، مليئة بالبطولة والشجاعة.

أكد برشان محمد أستاذ التاريخ الجزائري والباحث الجامعي ، أن مقاومة الشيخ بوعمامة هي مصدر فخر واعتزاز لكل الجزائريين ، ومثال للأجيال القادمة للدفاع عن الوطن والارتقاء بمكوناته الحضارية والثقافية والدينية.

وشكلت ثورة الشيخ بوعمامة تحديًا كبيرًا لسياسة الجمهورية الفرنسية الثالثة لاستكمال الاحتلال الكامل للجزائر ، حيث نجحت هذه المقاومة البطولية في مقاومة المشروع الاستعماري الفرنسي في جنوب غرب الجزائر

مقاومة هذه الشخصية التاريخية البارزة ، واسمها محمد بن العربي بن الشيخ بن الحرمة بن محمد بن إبراهيم بن التاج (1830 – 1908) أصله من منطقة المغرار التحتاني(ولاية النعامة)، وصل إلى مستوى التنظيم حد بناء جيش كبد المستعمرين بكل جنرالاتهم من طومسون إلى ليوتي هزائم متتالية ودروس في التاريخ.

كان لمعركة تازينة والمعارك التي دارت خلال مسيرة التلال وحرب السكة الحديدية التي قادها الشيخ بوعمامة صدى واسع النطاق لدى الجمهور ووسائل الإعلام.

برزت مقاومة الشيخ بوعمامة ، التي توصف بأنها من أقوى المقاومة الشعبية ضد المستعمر الفرنسي في القرن التاسع عشر ، بعد المقاومة التي قادها الأمير عبد القادر ، وانضمت إليها عشرات القبائل في رتبته ، مما جعل سلطات الاستعمار الفرنسي تركز اهتمامها عليها لمحاولة قمعها.

وجذب المحتلون قوى مهمة ، من بينهم العقيدان إينوشينتي والجنرال داوتي ، تحت راية كبار الضباط والعميد ، لاحتواء انتصار وانتشار وتداعيات المقاومة الشعبية وتوسعها.

وبحسب المصدر ذاته ، ارتكبت قوات الاحتلال الفرنسي مجازر مروعة لإخماد لهيب هذه المقاومة ، على غرار ما فعلته بحق سكان الشلالة الظهرانية (ولاية البيض).

من جهته ، قال رميشه عبد الغني ، أستاذ التاريخ في مركز جامعة النعمة ، إن طريق مقاومة الشيخ بوعمامة اتسم بتنظيم عسكري محكم حيث عرف بخططه الحربية المدروسة بداية من قلعته التي بناها و أحاطها بـ 32 برجًا في مغرار التحتاني، كما قام ببناء ساعة شمسية لتنظيم الحراس ومختبرًا لإعداد الأسلحة النارية وتصنيع الذخيرة وكذلك شراء أسلحة ألمانية وإسبانية الصنع.

    خلال المواجهة العسكرية الأولى مع المستعمرين في 27 أبريل 1881 ، في معركة “تاغوت” بسفصيفة ، تلتها معركة “تازينة” الكبرى في منطقة شلالة في 19 مايو 1881 ، حقق الشيخ بوعمامة انتصارات مبهرة بالإضافة إلى عدة معارك أخرى من بينها تاغيت، وجنان دار ، والمنقار، وخلف الله ، وشط تيغري ، وفندي ، حيث تكبد الجيش الاستعماري الفرنسي خسائر بشرية ومادية فادحة.

وفي هذا الصدد قال القائد العام للجيش الفرنسي الرائد مارني: “كان الشيخ بوعمامة يحارب بشجاعة خارقة للعادة وكان عساكرنا ينظرون إليه وهو يحارب كبطل أسطورة… وكان الرصاص يصب حوله ولكنه لم يصيبه”.

وسُجلت شهادة سالم فرجي أحد مجاهدي مقاومة الشيخ بوعمامة البالغ من العمر 114 عامًا والمولود سنة 1981 في الذكرى المئوية لمقاومة الشيخ بوعمامة أن 12 معركة كبيرة و 22 اشتباكًا وقعت خلال مدة هذه المقاومة.

خلصت الأبحاث التاريخية حول مقاومة الشيخ بوعمامة إلى أنها كانت ثورة، وإذا فشلت في تحقيق هدفها المتمثل في إخراج الاستعمار من المنطقة بعدة عقبات ، فقد أثبتت دورها في قدرة المنطقة غير العادية على صد التوسع الاستعماري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *