تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر بين التشويه والطمس

هل يمكن أن يسرق التاريخ؟ سؤال يتبادر بكثرة إلى أذهاننا لمذا يتعرض تاريخ الجزائر بالتحديد إلى التشويه أو الطمس من بعض القوى الإستعمارية السابقة التي تدعي أن تاريخنا بدأ بعد الإستقلال أو حتى السطو عليه من بعض الجيران؟ لمذا الجزائر بالذات؟ لمذا الجزائر وتاريخ الجزائر دون غيرها؟

فبعد خرجة الرئيس الفرنسي ماكرون الذي قام بالتطاول على الجزائر والتشكيك في وجود الأمة والهوية الجزائرية قبل الإستعمار الفرنسي، و رغم أن الجامعات الجزائرية تعج بأساتذة التاريخ والدكاترة لكن لا أحد منهم له القدرة على رفع الوعي لدى الشباب ولجم أفواه المتطاولين على التاريخ، لذلك أصبح لزاما علينا كجزائريين تحمل جزء من المسؤولية في تدوين هذا التاريخ والمساهمة بأي شكل من الأشكال في مشاركة ما نطلع عليه مع الشباب لنشر الوعي عندهم والسماح لهم بإكتشاف عظمت هذا الوطن بكل الطرق.

لا يختلف إثنين أن فرنسا تتحمل جزء كبير في هذه القضية لأنها تعلم أن استكمال وعي الجزائريين سيجبرها على الركوع والاعتذار والتعويض، لذلك هي تقوم دوريا بالاستهانة بتاريخ الجزائر واحتقاره حتى لا ينشأ جيل يكون له دلائل قوية قادرة على تجريم الاستعمار، فهي غير مستعدة لا للاعتذار ولا للتعويض. أما الشطر الثاني في القضية ورغم أنه يألمني كثيرا قول ذلك لكنه يتعلق بالأشقاء الذين لهم مشكل كبير مع تاريخنا، لأن شساعة مساحة الجزائر جعلتها أرضا للأحداث التاريخية والمآثر والبطولات والإبداع، وهذا جعلهم يعمدون إلى نسب كل ما هو تراث مغاربي مشترك إليهم وللأسف هذا ما يحز في نفوسنا كجزائريين.

أكيد أن عدم تدوين تاريخنا بالشكل المطلوب هو سبب تعرضنا لهذه الهجمات التشويهية من القريب قبل البعيد، فهذا الأمر راجع إلى مؤرخينا الذين يتحملون العتاب الكبير، فهم لم يبادروا إلى تأكيد أمور واضحة وتركوها بدون تدوين وتوثيق، ويمكننا أيضا أن نضع الكثير من اللوم على الأكاديميين في الجزائر من أساتذة ودكاترة الذين يمتلكون معلومات كثيرة، ومطلعين على كل الجزئيات والتفاصيل، لكن ما فائدة تركها لأنفسهم ومن دون تحويلها إلى مؤلفا ونشرها ومشاركة الحقائق التاريخية مع كل الجزائريين وليس لعدد محدود من الطلبة.

ومن الواضح ان أهم الجوانب أو المراحل التاريخية التي بقيت خفية في تاريخ الجزائر هي مرحلة الدولة العثمانية من 1500م إلى 1800م، التي تضم الكثير من التفاصيل المغيبة والمجهولة، حيث أن العالم الجزائري والأستاذ محمد دومير يقول: “أنا الذي أعتبر نفسي مجرد هاوي في التاريخ، اكتشفت حقائق عديدة عن مرحلة الدولة العثمانية وعندما قمت بنشرها تلقيت اتصالات من دكاترة في الجامعة أعلموني من خلالها أن لا أحد تمكن من بلوغ هذه المعلومات ومعرفتها” وبالتالي هذه المرحلة بحاجة إلى البحث الإضافي واليوم هناك مواقع الانترنت تتيح ملايين الكتب بكل اللغات والترجمة الالكترونية متوفرة فالأبواب مفتوحة للجميع.

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *